الخميس 07 ماي 2015 - 01:05
أطلق 4 شباب بلجيكيين مبادرة من عشرة مقترحات من أجل الوصول لـ"إسلام بلجيكي" في مواجهة تصاعد "الإسلام المتشدد" والذي جعل من بلجيكا ضمن أوائل الدول الأوروبية المصدرة للمتشددين إلى سوريا والعراق.
ونشرت صحيفة "لا ليبر" البلجيكية، المبادرة التي قام عليها كل من إسماعيل سعيدي (مؤلف كتاب الجهاد)، وتوفيق صحيح (معلم ومؤسس مركز أبحاث الفكر الإسلامي في بلجيكا)، وزهرة أونايدين (طبيبة)، وميشال بريفو (باحث إسلامي ومدير الشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية).
وتتضمن المبادرة 10 مقترحات من أجل "إسلام بلجيكي" بحسب ما نشرته الصحيفة وهي:
1- التوقف عن افتتاح أو بناء مساجد جديدة لحين وضع خريطة لكل مدينة وعدد المسلمين بها، وعدد المساجد القائمة بالفعل، وتوزيعها الجغرافي بالتشاور مع الكيانات الممثلة للمسلمين في كل بلدة حيث يمكن إقامة مساجد جديدة بدعم من السلطات المحلية البلجيكية في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والتي لا يوجد بها مساجد.
2- يجب أن يتم الاعتراف بالمساجد من قبل الدولة في غضون الخمس سنوات القادمة، من خلال أن يقدم كل مسجد كشف مفصل عن مصادر التمويل التي تصل إليه وحساباته وودائعه مثله مثل أي مؤسسة بلجيكية، وفي المقابل يكون لكل مسجد حقوق على الدولة، على أن يتم غلق المسجد الذي لم يلتزم بتقديم هذا الكشف من قبل السلطات البلجيكية.
3- يجب أن يتم مناقشة ميزانية كل مسجد مع السلطات البلجيكية المختصة، وعلى هذا الأساس تسهم الدولة في تمويل الأعمال اللازمة لرفع مستوى السلامة من الحريق في المسجد والنظافة، وتوفير الطاقة، وتخصيص أماكن لتيسير وصول ذوي الإعاقات مما يجعل المسجد مكانًا متكاملاً لائقًا.
4- يجب على الأئمة أن يستخدموا في خطب الجمعة لغة المنطقة التي يوجد فيها المسجد فمن غير المقبول أن لا يستخدم هؤلاء الأئمة اللغة الوطنية بعد أكثر من 50 عامًا من تواجد المسلمين في بلجيكا، وبالنسبة للأئمة المعترف بهم من قبل السلطات البلجيكية سيمنحون فرصة للالتحاق بدورات تدربية لتنمية مهاراتهم ومعرفتهم.
كما يجب أن يتم بث الخطب مباشرة من كل مسجد على موقع خاص له على شبكة الإنترنت بحيث تكون في متناول الأشخاص الذين لم يستطيعوا حضور الصلاة، وتكون كذلك متاحة لأي شخص مهتم بمتابعة الرسائل الدينية التي تروج لها الخطبة، وبهذه الطريقة سيجبر الأئمة على تحسين نوعية ومستوى خطبهم.
5- الاشتراط على الأئمة أن يكونوا من حاملي الشهادات العليا أو ما يعادلها في المجالات ذات الصلة بوظيفتهم. وسيتم وقف تعيين أي إمام جديد، ولا سيما الأئمة "المستوردين" من خارج بلجيكا إلى أن يجتازوا العديد من الدورات التدريبية التي تؤهلهم للتعامل مع المجتمع البلجيكي على أن يجتازوا الدورات الخاصة في اللغة.
6- تنفيذ مشروع "المسجد القائد" في كل منطقة بحيث يكون لهذا المسجد دور من خلال محاضرات يقوم عليها متخصصون ببث الفكر السلمي وقيم المساواة ويعمل على بث فكرة التعايش بين المسلمين والمجتمع الأوروبي.
7- اعتماد "المجلس التنفيذي لمسلمي بلجيكا" (الممثل لمسلمي بلجيكا) لميثاق داخلي يمثل جميع الاتجاهات داخل الأقلية المسلمة ببلجيكا سواء الاتجاه الحنفي أو المالكي بحيث يكون مرجعية لكافة المسلمين في بلجيكا على الرغم من اختلافاتهم وتنوعاتهم.
8- تعمل الوزارة البلجيكية الخاصة بالشؤون الدينية على تخصيص صندوق لإعادة ترجمة الكتب والدراسات الخاصة بالعلوم الإسلامية سواء المعاصرة أو القديمة ونشرها لسد النقص الحاد في السوق البلجيكية لهذه الكتب والدراسات.
9- تمويل برامج التبادل الدولي بين المساجد والمؤسسات الأكاديمية الإسلامية للعمل على تعزيز تطور الفكر الإسلامي المعاصر مثل التعاون مع كلية "الزيتونة" في الولايات المتحدة الأمريكية، وجامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية بـ(اندونيسيا).
10- استحداث حصص عن المواطنة يتم من خلالها تدريس تاريخ الأديان واشتراكهم جميعا في قيم أساسية واحدة، مما يساهم في بناء الشعور بالانتماء إلى هوية أوروبية مشتركة لجميع الطلاب باعتبارها الأساس اللازم لتنمية فكرة التعايش معا.
وعن المبادرة قال توفيق صحيح، المعلم ومؤسس مركز أبحاث"الفكر الإسلامي في بلجيكا للصحيفة: "منذ الهجمات التي تعرضت لها فرنسا في يناير الماضي، وانعكاسات ذلك على المجتمع البلجيكي، ونحن نتطلع لأن يسود مناخ طبيعي.. بلجيكا فعلت الكثير لفصل الإسلام عن الإرهاب ويجب أن نتعاون معهم".
وشهدت باريس، في 7 يناير الماضي، هجوماً استهدف مجلة "شارلي إبدو" الساخرة والتي اعتادت نشر رسوم ساخرة للنبي محمد خاتم الأنبياء، أعقبه 3 هجمات أخرى في الأيام الثلاث التالية، أسفرت عن مقتل 17 شخصاً، بينهم 3 من منفذي الهجمات.
أما الباحث الإسلامي ميشال بريفو فقال للصحيفة: "الأمور سيئة وستزداد سوءًا .. نتمنى من خلال المبادرة التي قدمناها أن نمنع انزلاق الشباب البلجيكي المسلم من الانصياع لفكر إسلامي متشدد، نحن نحب ديننا، نجد أنه دين جميل، ولكن يجب أن يتم الحفاظ عليه من الفكر الراكد الذي أصبح عليه بسبب بعض المنتسبين له".
وأضاف: "الجميع يعرف أننا كجيل جديد من المهاجرين الذين ولدوا على أرض بلجيكا نناضل من أجل التأكيد على هويتنا الإسلامية في سياق دولي صعب".
أما إسماعيل سعيدي، مؤلف كتاب "الجهاد"، فقال للصحيفة البلجيكية : "الشباب المسلم متعطش للتعرف على الكثير عن دينه، لكن المساجد ليست قادرة على الاستجابة.. للأسف خطبائها غير ذي صلة بالسياق البلجيكي".
وتعتبر هذه المبادرة هي الثانية خلال أقل من شهرين لشباب بلجيكي مسلم تتصدي للفكر الإسلامي المتطرف، ففي مارس الماضي دشّن مجموعة من الشباب البلجيكي المسلم جمعية مستقلة تحت اسم “مبادرات مواطنين من أجل إسلام بلجيكي”؛ بهدف التصدي لوقوع الشباب المسلم ضحية لما وصفوها بالأفكار المتطرفة.
ويطالب أعضاء الجمعية بتوفير أئمة ومدرسين للدين الإسلامي يكونون أكثر وعيًا ومعايشة للواقع البلجيكي وملتزمين فقط بالقوانين البلجيكية ولا يتأثرون بأفكار البلاد الوافدين منها.
يذكر أن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية كانت قد صنفت بلجيكا بأنها أكبر مصدر لتجنيد الإرهابيين فى أوروبا، وأشارت إلى أن جماعة تدعى "الشريعة من أجل بلجيكا" هى العامل الرئيسى لتحول البلاد إلى مصدر المقاتلين المتطرفين الذين يتوجهون إلى الشرق الأوسط.
ويقول محللون بلجيكيون إن هذه الجماعة "أسست مسارا لوجستيا للإرهابيين المحتملين الذين ذهبوا من ريف بلجيكا إلى الصحارى القاحلة فى سوريا.
ويقدر عدد المسلمين في بلجيكا بما يزيد على 600 ألف مسلم ما بين سنة وشيعة ومذاهب أخرى بنسبة تُقدربـ 6% من إجمالي السكان، ومعظمهم من المنتمين إلى الجالية الوافدة من البلاد الإسلامية؛ وتحديدا من المغرب وتركيا وألبانيا إلى جانب جنسيات أخرى.
*وكالة الأناضول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق