لا يختلف إثنان على أن الرجاء بصم على موسم كارثي على جميع المستويات.. عفوا، إلا على مستوى الجمهور، الذي ظل الحلقة الأقوى طوال الموسم و مهما كانت النتائج و الظروف.. هذا الجمهور الواعي الذي ضحى بكل شيء من أجل فريق خذله أكثر ما مرة، فعاليات الجمهور و خاصة الإلترات كان لها دائما دور في إيصال رسائل واضحة و شديدة اللهجة لكل من سمحت له نفسه المساس بكيان الرجاء، لكن المحزن هذه السنة هو أن الضربة جائت من الداخل.. من رئيس تائه و مستشار ماكر يعرف كيف يلعب بالعقول الضعيفة !
لكن هذا لم يمنع جمهور الرجاء من السكوت، رغم أن نواة الرجاء هي مصدر الفشل، فقد بدأت الكرين بويز بتكسير حاجز السكوت عندما أتحفتنا بثمانية تيفوات في مقابلة كايزر شيفس، كانت رسالتها واضحة : إنجازات الزمن الجميل و 3 ألقاب قارية، لكن أين نحن اليوم من تلك الحقبة ؟ "مدرب مسير، فريق مدمر، تسيير هاوي و لاعبون غير مسؤولين..." كانت الرسالة واضحة، و كان على المكتب المسير في شخص رئيسه التحرك و إنقاد ما يمكن إنقاده، خصوصا بعد الخروج من سباق البطولة... لكن ذلك لم يكن، و ضل المكتب المسير قابعا في هوايته و متشبتا بقراراته التي أوصلتنا إلى إقصاء من عصبة أبطال كانت في المتناول نظرا لمستواها الضعيف هذا الموسم !
أطلت بعد ذلك الإكلز، بتيفو عميق المعنى "فياسكو" فلخصو فيه مشكلة الرجاء و موسم الرجاء و المسؤولين عن إخفاقات الرجاء الرياضية و التسييرية... فقد كان ذلك متوقعا منذ البداية !
لكن قبل الخوض في التحليل، فلنرجع بالأسطوانة إلى الوراء، علنا نجد لب المشكل في زمن بودريقة و رئيسه...
كانت البداية بعد المونديال، فعوض أن يوقع الرجاء عقودا استشهارية مع كبريات الشركات العالمية، و عوض جلب أحسن اللاعبين لتطعيم الفريق و تقوية الإدارة التقنية و التركيز على مشاريع جديدة تجعلنا نبتعد بسنوات ضوئية عن باقي الفرق كان الأجدر جمع الشمل و التفكير في المهم ألا و هو مصلحة الفريق و مشاريعه المستقبلية ! لا أعتقد أنه كانت شركة لترفض توقيع عقد احتضان الفريق، أو كان لاعب سيتمرد لكي يجاور وصيف بطل العالم. نعم هذا في زمن بودريقة !
جائت بعد ذلك نكسة أسفي، و فقدان البطولة لكن رغم ذلك ربحنا فريقا تنافسيا، و مدربا كفؤا و لاعبين انصهروا في منظومته التكتيكية... و لكن بقدرة قادر، ذهب المدرب، و ذهبت ركائز الفريق و أتى مدرب لم ينجح في فرض أسلوبه و لاعبين كأنهم لم يلعبوا الكرة، فجاء كيبي و مويتيس و فتاح و ذهبوا، و ذهب متولي و الراقي و ياجور و بلمعلم و كوليبالي... و ذهب البنزرتي الذي لم يكمل الستة أشهر و هو الذي حقق المستحيل مع الفريق ! نعم هذا في زمن بودريقة !
تم التعاقد مع بنشيخة فتم إقالة مدرب كان يحتل المركز الأول.. و في واقعة جديدة تم التعاقد في عشر دقائق مع روماو الذي كان في الخليج ! عفوا يا الشيخ الصمدي فالشيخ البوصيري أقوى منك..
جيء حينئذ بالمعتوه روماو و بدأت الرجاء في تحطيم الأرقام القياسية من حيث الأهداف و الانتصارات و الهزائم و القرارات التقنية.. ففي موسم واحد أصبحنا نخسر بالخمسة، و أصبحنا لا نفوز في ميداننا، و أصبح الهاشيمي يرمي بقميص الرجاء التي جعلت منه ما هو عليه، و أصبح بورزوق يتطاول على الجمهور و اللاعبين، و أصبح العسكري يأتي للقاءات التي يريد.. فأصبحت السيبة في الرجاء ! نعم هذا في زمن بودريقة !
في زمن بودريقةأصبح كل من هب و دب يرمي الرجاء.. في زمن رئيس متلهف للخطابات و التصريحات، فجل خرجاته هذه السنة كانت صبيانية، "خليهم يفرحو" و "الأرانب" و "لقب المرابطين" كلها تصريحات جعلت منه مادة دسمة يلتصق بها كل من أراد الإساءة بالرجاء.
في زمن التبوصريت، أصبح التداخل في المهام، و أصبحت القرارات تأخذ دون تفكير أو تريث. سمعنا عن أكاديمية الرجاء و عن فندق الرجاء و عن قناة الرجاء و عن مارادونا مديرا تقنيا و عن لاعبين لم يأتوا و عن لاعبين كلف انتدابهم الملايير و فسخ عقدهم كأن شيئا لم يكن.. في زمن التبوصريت أغلق مركز التكوين إلى أجل غير مسمى…
سيدي الرئيس، لقد تماديت في إخفاقاتك على جميع المستويات، و اعلم أنه مهما كانت الظروف و الأسباب فإنك المسؤول الوحيد على ما وصلت له الرجاء. كنت لتكون ذكيا، فرغم نقص تجربتك، كان عليك أن تتسلح بأصحاب المعرفة و الخبرة و ذلك كل حسب مجال تخصصه، لا أن تضع بجانبك شخصا معروفا بسوابقه.
أذكرك أيها الرئيس أنك أعلنت عن جمع عام في يونيو، جمع عام يمكن من خلاله تدارك ما يمكن تداركه إن أنت أردت، ف"كراطتك" يجب أن تنظف بها ما حولك قبل أن تشمل اللاعبين أو المدرب.
جمع عام يمكن أن تعيد به بناء بيت الرجاء، إن أنت سمعت لدوي الخبرة و أردت الرجوع إلى الواجهة من جديد. فوالله ليست النتائج على المستوى الرياضي هي التي ستحكم وحدها على مستواك، بل حتى على المستوى التسييري الذي لم تفقه إلى حد الساعة، أن المسييرين يجب أن يكون لهم شهادات عليا و مستوى ثقافي مرموق لكي ينجحوا، و إن لم تتوفر فيهم هاته الشروط، فليستعينوا بأصحاب هذه الخبرات.
فياسكو هذه السنة لم نعرف له مثيلا منذ عشرات السنين، و ليس لنا من الجهد لنعيشه مرة أخرى، فحذاري ثم حذاري من "شعب السعرة"

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق