الثلاثاء، 26 مايو 2015

فهد الباهي: وزير التجهيز والنقل واللوجستيك "عبد العزيز الرباح" "ولد الخبيزة وصيكوك"

في أخر مهرجان خطابي ألقاه معالي الوزير عبد العزيز الرباح « ولد التغاري » ، بدار الشباب بمدينة سيدي يحيى الغرب  ، صرح ملئ الصوت وأعلاه وأمام الحضور الكريم ، ومن مكبرات الصوت إلى مسامع الحاضرين ، قال تلك الأمسية ، وبالحرف الواحد ، وبكل اعتزاز وافتخار ، وبعد أن أعطى نبده صغيرة حول انطلاقته من « التغاري » وصولا إلى القبة الخضراء ، البرلمان ،  حيث قال بعظمة لسانه ، إنني ابن عائلة فقيرة ، وابن المنطقة كبرت وترعرعت فيها ، وجميع ذكرياتها الحلوة والمرة  محفورة في ذاكرتي ، وفي رسالة من تحت « الدف » لمستشار فاحت رائحة سلبه ونهبه للأراضي السلالية وسيطرته على خيرات جهة الغرب الشراردة بني حسن  ، واصفا إياه  بالمخلوض والشرير الذي يشعل نار الفتنة بين أفراد القبيلة ، بينما في السابق كان كبارها وأعيانها هم من يسهرون على ربط أواصر القرابة والذم بينهم ، كما أرذف قائلا « أنا ولد العروبيا ولد الخبيزة و صيكوك » ، والفقر ليس عيبا حامدا الله وشاكرا له على وصوله ، وبعد هنيهة ارتفعت أصوات محتجين وصفهم بالبلطجة ، ليقول لهم إننا تعودنا على أمثالكم . . . ، اذهبوا وبلغوا من أرسلوكم أننا لا نخاف ولا نخشى أحد ، فليحضروا هم بأنفسهم « لا كانو رجالااا » ، أي أن الطلبة المحتجين على سوء خدمات قطاع النقل « بيادق وصافي ».
فالسيد الوزير يتكلم عن الرجولة كثيرا .
فذات مرة بعد تقلده لمنصبه الجديد جمعنا لقاء بمقهى نادي الفروسية « لي حدا البار لاشيني» بالقنيطرة ، بحضور بعض أصدقائي ، الدين أصروا أن ألتقي سعادته وبطلب منه ،بناء على اتفاق بينه وبينه أصدقائي دون علمي ، فعلا تم اللقاء ، دامت الجلسة « القهوية » حوالي نصف ساعة ، بعد التحية . . . إلخ ، ليقول لي إننا حزب قوي « وكنبغيو الرجالا » ، فما كان مني إلا أن أجيبه على أننا رجال وأبناء الرجال والرجولة دم نتوارثه عن أجدادنا ، وإننا لا ننتمي لأي تنظيم سياسي ، ووضحت له على أن بعض السياسيين بعد قضاء مأربهم يقلبون « الفيستا » ، وأعطيته مثلا لبرلماني من حزب كان في المعارضة كان يصفه رئيس الحكومة عبد الإلاه بنكران ، بحزب التماسيح ،وطار إلى الأغلبية الحكومية ، وطار من القبيلة إلى البرلمان ، مثل الحمام المهاجر « الفوايجور » ولم يعد المواطنين يرون له أثرا إلا على شاشة التلفاز في برنامج الطبخ « شوميشا »، يوضح للسادة المشاهدين كيف تتم الطبخة الحكومية ، الشيء الذي جعل وزير التجهيز والنقل واللوجستيك يدور وجهه إلى مائدة أخرى كانت جنبنا ، لنفهم عبارة « مرحبا بيك عندي فدار إلا جيتي ولقيتي الباب مسدود بلا ما تدق ، إلى لقيتي الباب مفتوح بلا ما تدخل » ، حيث « جمعنا الوقفة » ودفعنا ثمن مشروباتنا من جيوبنا بعد أن « تجاقرنا » مع بعضنا البعض .
نقول للسيد الوزير نعم إنك وصلت كما قلت ، وصلت للركوب على سيارة ثمنها مدفوع من جيوب دافعي الضرائب ، وحتى وقودها ، وفي قوله تعالى « يا أيها الذين أمنوا قوا أهليكم نارا وقودها الناس والحجارة . . . » صدق الله العظيم  .
إنك نسيت أيام الوصول متأخرا على متن سيارتك القديمة « البارتنير » نسيت زحمة الموصالات ، نسيت يوم ألقيت خطابا حماسيا في سوق السبت القديم ، « الطيهرون » بمدينة القنيطرة على مسامع مواطنين المتجمهرين ...، ولما انتهيت من خطبة الجهاد« عفوا » من خطابك الحماسي ركبت على رجليك « وشديتيها كعبة » نسيت أيام الأطوسطوب ، نسيت أبناء « الخبيزة وصيكوك »  .
فالمدينة التي أخبرت ساكنتها عن الوجبات العشبية التي تعشق ، « الخبيزة وصيكوك » سيدي يحيى الغرب ، نسيتهم وزارتكم المحترمة ، المواطنين المسافرين بالخط الرابط بين مدينة سيدي يحيى الغرب ومدينة القنيطرة يعشون  فوضى ونهب وسرقة  حقوقهم بالعلالي ، لقد غصنا في غمار هده الزوبعة التي قضة مضاجع المواطنين الفقراء أبناء جلدتنا ، إن أصحاب « الطاكسيات »الدين يشتغلون بين الخطين المذكورين ، يقومون بابتزاز المواطنين المغاربة كل يوم ابتدءا من الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال ، حيث ترتفع تسعيرة النقل من 10 دراهم إلى 15 درهم للفرد الواحد في بعض الأحيان تصل إلى 20 درهم ، بدون وجه حق في غياب تام لأي مراقبة من طرف الجهات المسئولة والتي تعمل تحت إشرافكم مؤسستكم ، وفي إحدى السفريات ، في المرة الأولى  وقفت بمحطة « الطاكسيات » بابن عباد مدينة القنيطرة لأن المحطة بدون باب أدخل منه ، لأتأكد من صحة الخبر ، فمنعني سائق الطاكسي من الركوب على متن السيارة ذات الترقيم 10 – أ – 32869 رقم الرخصة : 470 ، بعد إمتناعي إضافة المبلغ الغير قانوني ، ناسيا أن الرخصة ملكي أنا وكل المواطنين المغاربة ، فلما أخبرته أن هده لصوصية وابتزاز وخرق للقانون ، قال لي « سير شكي على بنكران » ، 15 درهم لا دور « الرويض » ، والمرة الثانية صاحب الطاكسي ، رقم :59 – أ - 27503 رخصة رقم : 560 ، نفس الطريقة التي تعامل معي بها زميله في السرقة طبعا ، وقلت له نفس الكلام الدي قلته لسابقه ، وأخبرته أن هدا ظلم وحيف وأن معاليكم لن تقبلوا بهذا في حالة تقدمت بشكوى للجهات المسئولة ، أجابني « هادوك راكبين فابور  » ، وعلى أنكم لاتعلمون سعر ثمن البنزين حاليا ، ربما يكون محقا ، « الحاصول » نفس التهديد إما وإما « الحر بالغمزة يفهم» .
إن سكان مدينة سيدي يحيى الغرب ضاقوا ذرعا من تعرضهم للابتزاز كل يوم  والسرقة وإفراغ جيوبهم من دراهم قد تنفعهم لإكمال ثمن علبة دواء أو شراء حليب أو حفاظات لأطفالهم أو. . . ، لقد تغيرت طريقة تربية الأطفال ، فأطفال اليوم لا يأكلون « الخبيزة ولا حميظة وجرنيج . . .» .
ولا يفوتنا أن نخبركم سعادة الوزير أن محطة ابن عباد ، تعاني سوء التسيير والتدبير ، وأنها مليئة بالأوساخ والغبار... ، علما أنها تفتقر لوجود مراحيض ، مما يجعل المواطنين الذكور يتخذون حائط السكة الحديدية مرحاضا « بلدي في الهواء الطلق » عندما « يقصحون » وجوههم عاملين بنصيحة أشرف خلق الله « ولا تصارعوا المخرجين »  ، أما النساء مسكينات ، يجدن صعوبة في القيام بما يقوم به الرجال ، لقد  أصبحت تفوح من هذه المحطة رائحة البول ، ليس كالقبيلة أو«الدوار » عندنا « الوطا موجود » وأصبح مرتادون لهده المحطة لا يسلمون من سماع السب والكلام النابي جهرا على مسامعهم ، ناهيك عن السكر العربدة ليلا . . .
وسأخبرك بطريقة جميلة لتصنع وجبتك المفضلة « الخبيزة » ، بصفتي أنا مثلك أفتخر بعشقي وحبي للخبيزة ، « تنا ولد الخبيزة والعسلوج وثورة سليلو . . . » ، فبعد عملية البخار طبعا ، أضف إليها الحامض والفلفل الحار وقليلا من التوم ونصف كأس من زيت الزيتون ، تم ضعها في « مقلة » وأشعل تحتها النار 10 دقائق ، « ودعقها مزيان » ،  وستحصل على الوجبة التي نعشقها سويا بأحسن وألد مذاق ، ولا تكثر من الحامض ، مثل الكلام الحامض الدي يتفوه به هؤلاء الذين يصفون أنفسهم بالمهنيين ، ولا تكثر من الثوم فرائحته كريهة كأفواههم ، ولا تكتر من الهريسة الفلفل الحار ، قد تكون بحرارة ومرارة الأيام السوداء التي يعيشها هؤلاء المواطنين البسطاء الذين لا يتردد في أداء الطريفة الإضافية « مدوبلا » ظلما وعدوانا ، تحت طائلة الابتزاز التي يتعرضون لها ، أما الحرارة ليست كحرارة ولهيب إمرة مسنة عائدة من مستشفى الإدريسي « سبيطار الغابة » ، لم يرحموها ويرحموا تقوس ظهرها ، فما كان مني إلا أن أركبها جنبي وأدفع الباقي الإضافي الذي يسرقونه علانية ، « الله يثبت لأجر وصافي »، وبسببها كتبت هذا المقال ، وأحرص على أن تكون النار هادئة ، ليست كالنار التي يشعلها أصحاب « الطاكسيات » في جيوب المواطنين المغاربة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أخبار اليوم