الثلاثاء، 17 يناير 2017

عودة المغرب للاتحاد الإفريقي "تغض الطرف" عن "سيادة البوليساريو"

عودة المغرب للاتحاد الإفريقي "تغض الطرف" عن "سيادة البوليساريو"
يسابق المغرب الزمن للمصادقة على القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، بعدما فرض قرب الإعلان عن قرار عودته من عدمه الإسراع بتعيين رئيس لمجلس النواب، لفك الإشكالات القانونية والدستورية المرتبطة به.
إلا أن بعض البنود التي يتضمنها القانون التأسيسي، والتي تخص قضية الوحدة الترابية، أثارت العديد من ردود الفعل، خاصة أنه يحمل توقيع رئيس "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" ككيان عضو داخل المنظمة، وينص على ضرورة الدفاع عن سيادة الدول الأعضاء ووحدة أراضيها واستقلالها، كما جاء في النقطة "ب" من المادة الثالثة المتعلقة بالأهداف.
كما أن المادة الرابعة من القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، المتعلقة بالمبادئ، قد تطرح بعض الإشكالات بالنظر إلى موقف المغرب من "الجبهة"، خاصة وأنها تنص على "احترام الحدود القائمة عند نيل الاستقلال، ومنع استخدام القوة أو التهديد باستخدامها بين الدول الأعضاء في الاتحاد".
وجود بنود قد تكون معادية لقضية الوحدة الترابية في القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي دفع برشيد بلباه، متخصص في الشؤون الأفريقية عضو مركز الدراسات الأفريقية، إلى القول إن تقديم هذا المشروع للمصادقة عليه في البرلمان يحمل رسائل سياسية وأخلاقية تؤكد أن المغرب عازم على الرجوع، "وهذا قرار سياسي وسيادي قوي، يتحمل من خلاله الشعب والدولة مسؤوليته".
كما أن الخطوة المغربية تؤكد على حسن النية في الرجوع، يضيف بلباه، "خاصة أن بعض البلدان، كالجزائر وجنوب أفريقيا، كانت قد روجت سابقا لكون مساعي المغرب إلى دخول الاتحاد الأفريقي تأتي بالأساس لكي يفرق بين أعضائه، ويكون عامل عدم استقرار داخل المنظمة".
وأردف المتحدث أن المغرب أكد أنه واع وعلى أتم الاستعداد لإكمال مسار رجوعه إلى المنظمة، رغم مضامين الميثاق التي قد تشكل عائقا بالنسبة له، وإرهاقا سياسيا، على اعتبار أنه سيجالس منظمة الجبهة، وهو الجلوس الذي يعتبره البعض اعترافا ضمنيا بها، "لكن المهم هو العودة إلى المنتظم الأفريقي، ليكون عضوا فاعلا في المجال الاقتصادي والسياسي".
ولم ينف المتحدث أن إشكال البنود حاضر، لكن صاحب القرار السياسي بالمغرب ستكون له غالبا خطة سياسية مدروسة تمكنه من التفاعل مع هذا الجانب؛ "وبذلك يجب أن ننتظر، وأن نعود أولا إلى الاتحاد الأفريقي، كي نقف على الكيفية التي ستتعامل بها المملكة داخليا مع اللجان".
واعتبر بلباه أن هنالك تحديات أكبر من رجوع المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، وهي التحديات التي تخصه كبلد في صراعه مع جبهة البوليساريو، فضلا عن اهتمامات مشتركة تشمل دول شمال أفريقيا ودول الساحل، مرتبطة بالجانب الأمني، ومسألة الأمن الغذائي ومحاربة التطرف، "والمغرب له إرادة واضحة لكي يكون عاملا فاعلا بشكل إيجابي داخل المنظمة".
وفي رده حول ما إذا كانت مصادقة البرلمان على القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي ضرورية لتعلن المنظمة عن قرارها تجاه المغرب، أوضح المتحدث أن البند 47 من الميثاق الأفريقي للديمقراطية والانتخابات والحكامة ينص، بصريح العبارة، على أن مسألة المصادقة تكون بحسب نوعية الإجراءات الدستورية التي تميز كل بلد؛ "أي إنه لا يفرض إجراءات معينة، المهم أن يتم اتخاذ إجراءات دستورية في هذا الصدد"، يوضح بلباه، قبل أن يستطرد بالقول إن العضوية داخل الاتحاد لا تتوقف عند القبول بها فقط، بل تستمر على مراحل متفرقة تصادق فيها الدول الأعضاء على العديد من الاتفاقات.

هزيمة "الأسود" أمام "الفهود" تفجر غضب وسخرية المغاربة

هزيمة "الأسود" أمام "الفهود" تفجر غضب وسخرية المغاربة
سيطر الغضب والاستياء على معظم الجماهير المغربية التي تابعت أول لقاء خاضه المنتخب الوطني لكرة القدم برسم الكأس القارية أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، والذي انتهى بهزيمة "أسود الأطلس" بهدف نظيف قلص من حظوظه الضئيلة أصلا للعبور إلى الدول الثاني، خاصة أمام تواجد منتخب من حجم "فيلة" كوت ديفوار في المجموعة ذاته.
واعتلت علامات التجهم والاحتقان وجوه العديد من المغاربة الذين احتشدوا في المقاهي قبل دقائق من مباراة الفريق الوطني، بعد "السذاجة" التي لعب بها رفاق المهدي بنعطية في أطوار المباراة، إذ عبر العديد منهم عن حسرتهم على ضياع الفوز أو التعادل على الأقل في مباراة سيطر عليها المنتخب الوطني بشكل كبير.
"السيناريو نفسه.. الفيلم نفسه كل سنة يتكرر، عيينا والله حتا عيينا"، يقول أحد المتابعين وعلامات الحنق ظاهرة على قسمات وجهه، مضيفا: "إنا عام غادي يربح فيه المنتخب؟..والله حتى حشومة عليهم"، قبل أن يلتقط مشاهد آخر خيط الكلام قبل ثوان قليلة من نهاية المباراة: "شوف على لعب كيداير.. كيفقصونا وكلنا عليهم الله".
"ارتباط الجماهير المغربية الشغوفة بكرة القدم بمنتخبها الوطني يجعلها دائما تتابع المباريات رغم أنها تدرك أن الفريق الذي يحمل القميص الوطني غير مؤهل حتى لتسجيل هدف"، يقول أحد المشاهدين مفسرا موجات الغضب التي انتابت فئات عريضة من المغاربة نساء ورجالا، مضيفا أن "رباط الوطنية يبقى وثيقا رغم الخيبات والنكسات المتوالية".
ومباشرة بعد نهاية المقابلة دخلت الجماهير في نقاشات مستفيضة حول ملابسات هزيمة المنتخب الوطني في مباراته الافتتاحية برسم "كان الغابون"، وانهالت التعليقات الساخرة والغاضبة أيضا على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الذي اختار الكثيرون التنفيس في فضائه الافتراضي قليلا عن ضغط وتشنج الأعصاب الذي تركته الخسارة غير المستحقة، وفق تصريحات متطابقة لهسبريس.
وبلغة التهكم صاغ العديد من رواد الموقع الأزرق تدويناتهم، كما هو الشأن بالنسبة لأحد المعلقين الذي كتب قائلا: "يجب على المغرب التخلي عن كرة القدم كرياضة شعبية والاهتمام برياضات أخرى..السباحة مثلا أو ركوب الأمواج"، فيما كتب آخر بالنبرة ذاتها: "منتخب الكونغو...الحارس مطابي والمهاجم بوركاني خووا للاعبي منتخبنا الركابي".

هذه التكلفة المالية والاقتصادية لتنظيم انتخابات سابقة لأوانها بالمغرب

هذه التكلفة المالية والاقتصادية لتنظيم انتخابات سابقة لأوانها بالمغرب
لا يزال أفق تشكيل الحكومة الثانية بعد دستور 2011 غامضا بعد ما دخلت المشاورات بين الأحزاب السياسية نفقا مظلما لم تصل عتمته إلى الاقتصاد المغربي، الذي تظل أرقامه في الصعود والنزول وفقا للظرفية الاقتصادية العامة للأسواق الدولية ووضعية الشركاء الاقتصاديين، غير عابئ بحالة "البلوكاج" التي تجاوزت شهرها الثالث.
ويستمر أداء الاقتصاد المغربي في سيره العادي كما كان الحال عليه في عهد حكومة عبد الإله بنكيران المنتهية ولايتها، بدليل إعلان بنك المغرب عن تسجيل ارتفاع في صافي الاحتياطات الدولية للمغرب ببلوغها إلى سقف 251,6 ملايير درهم؛ وذلك إلى حدود 6 يناير الحالي، فضلا عن التقارير الصادرة عن المؤسسات الدولية في مقدمتها البنك الدولي، الذي توقع أن يصل معدل النمو في المغرب إلى 4 في المائة سنة 2017، بعد أن سجل أدنى مستوياته العام الماضي، ولم يتجاوز 1.5 في المائة.
وبالرغم من التلويح بسيناريو إعادة تنظيم الانتخابات التشريعية بشكل سابق لأوانه في ظل عجز عبد الإله بنكيران عن تشكيل الحكومة، ما قد يكلف ميزانية الدولة حوالي 550 مليون درهم، بحسب إدريس الفينة، أستاذ الاقتصاد بالمعهد الوطني للإحصاء التطبيقي؛ فإن المتحدث ذاته استبعد وجود أي تأثير حالي أو مستقبلي لذلك القرار على الوضع الاقتصادي حتى مع تحقق هذا الخيار، الذي يبقى أمرا واردا في المشهد السياسي الحالي وما وصلت إليه المفاوضات الحزبية.
وأكد الفينة، في تصريح لهسبريس، أن الانعكاس يبقى محدودا لتأثير غياب الحكومة، في ظل عمل الإدارة على القيام بعملها في تدبير الشأن العام ومختلف المصالح المحلية والعمالات والجهات، لافتا إلى الدور الكبير الذي يلعبه القطاع الخاص في تحريك عجلة الاقتصاد، موضحا ذلك بالقول: "القطاع الخاص يؤدي عمله بشكل مستمر وعادي، سواء كانت الحكومة أم لا".
وقال الخبير الاقتصادي إن "وجود الخُضَر وكل ما يحتاجه المواطن المغربي في الأسواق المغربية بشكل يومي يتأتى بفعل القطاع الخاص وليس بتأثير الحكومة"، مضيفا أن القيمة المضافة لهذه الأخيرة تتمثل في سن بعض الإجراءات الضريبية أو بعض القوانين، بينما يرتهن القطاع الاقتصادي بعوامل خارجية أخرى مثل حجم التساقطات المطرية أو سعر البترول في الأسواق الدولية، وفق تعبيره.
المتحدث ذاته زاد، في تصوره للواقع الاقتصادي للبلاد في ظل المرحلة الراهنة، بالقول: "القيمة المضافة للحكومة تكمن في إحضار برامج قطاعية وسياسات عمومية؛ ولكن هذه السياسات لا تغير كل مرة، بل تبقى قيد التنفيذ لسنوات طويلة حتى تأتي حكومة أخرى لتغيرها وتضع أخرى محلها"، قبل أن يؤكد أن الدينامية الاقتصادية في جميع البلدان أكبر بكثير من الرهانات السياسية أو التأثير الحكومي.

الخميس، 12 يناير 2017

الوزير الميلياردير العلمي يستفيد من مراجعة ضريبية بالملايير و بنجلون يرفض الآداء


كشفت مصادر إعلامية أن مجموعة “ساهام” للتأمينات، المملوكة للوزير الميلياردير مولاي حفيظ العلمي، خضعت لمراجعة ضريبية همَّت مجموع الضريبة عن دخل كل شركات المجموعة، وكذا الضريبة على القيمة المضافة، وواجابات التسجيل والتنبر، عن سنوات 2012- 2013- 2014 و2015.
 
وحسب بيان لـ”ساهام” فإنه بعد خضوعها لتفتيش من طرف مصالح المديرية المركزية للضرائب، تم التوصل بين الطرفين إلى “مصالحة”، استفاذت بمقتضاها من تخفيض على قيمة المبلغ الضريبي الواجب تأديته، والذي يصل إلى الثلث، حيث حدد المبلغ في 130مليون درهم.
 
كما أخضعت مديرية الضرائب  المجمع الشريف للفوسفاط لمراجعة ضريبية مماثلة، أصبح “OCP” مطالبا بمقتضاها بأداء مبلغ 950 مليون درهم.
 
وأضافت المصادر ذاتها أن نفس الأمر همّ للملياردير عثمان بن جلون مالك مجموعة “فينانس كوم” و”البنك المغربي للتجارة الخارجية”، الذي وصلت قيمة المبلغ الضريبي الذي في ذمته الى900 مليون درهم، أي 50 بالمائة من مجموع الأرباح المحققة لسنة 2015.
 
وقد رفض عثمان بن جلون تأدية المبلغ الذي في ذمته المديرية المركزية للضرائب، مفضلا الطعن في قيمة المبلغ، حيث تم تبليغه بواسطة مفوض قضائي.

هذه توضيحات تُجلي صورة وخدمات الأبناك التشاركية بالمغرب

هذه توضيحات تُجلي صورة وخدمات الأبناك التشاركية بالمغرب
إن المتمعِّن في البلاغ الصادر عن "بنك المغرب"، الذي أعطى فيه الضوء الأخضر لدخول المغرب عالم الصيرفة الإسلامية، عبر بوابة "البنوك التشاركية"، من خلال الترخيص للبنوك والمؤسسات المالية المغربية بشراكة مع بعض المؤسسات والبنوك الإسلامية لدول الخليج، سيَسْتَقرئ العديد من النقاط التي لم تُوَضَّح بعد للمواطن البسيط ولأصحاب المقاولات الصغرى والمتوسطة وحتى الكبرى منها، رغم بعض الخرجات المحدودة لبعض المختصين الذين لم يتطرقوا أو يوضحوا بالشكل البسيط والكامل هذه التجربة.
"بنك تشاركي" بدل "بنك إسلامي"
في مفهوم الصيرفة الإسلامية بمختلف قطاعاتها، سواء القطاع البنكي، أو الصكوك (السندات)، أو صناديق الاستثمار الإسلامية، أو قطاع التكافل، أو حتى القطاعات الأخرى المعروفة، كالتعاونيات والمؤسسات الاستثمارية المتعددة التخصصات والخدمات، فإن مصطح "التشاركي" يُقْصد به كل ما له علاقة بعقود الصيرفة الإسلامية التي تعتمد على مبدأ المشاركة من خلال رأس المال أو المشاركة بالعمل والتسيير، وهي العقود المميزة لعقد "المشاركة"، و"المشاركة المتناقصة"، وعقد "المضاربة" بمختلف أنواعه، بالإضافة إلى عقد "السَّلم" و"الاستصناع" كمنتجات ثانوية معتمدة على مبدأ المشاركة في الربح والخسارة، وكذلك تبادل المخاطر. هذه العقود ميزتها معروفة هي أنها موجهة غالبا إلى القطاعات الاستثمارية، كأداة للمشاركة في الاستثمارات ذات النفع الكبير على "البنك الإسلامي" وعلى "المشارك" في المشروع.
إذن، تغيير اسم "البنك الإسلامي" باسم "البنك التشاركي" يعني أن هذه البنوك ستعتمد بشكل كبير على تسويق هذه المنتجات التشاركية الربحية، بالإضافة إلى عقد "المرابحة" الذي يُعتبر من العقود التي تثير جدلا كبيرا بين علماء الشريعة في المذاهب المعروفة. والهدف من كل هذه العقود بصفة أَوْلى هو الربح، من خلال تطبيقها على أرض الواقع، بينما العقود ذات الصيغة النفعية، كعقد "القرض الحسن" الذي يعتبر من بين العقود الاجتماعية التي تساهم في حل بعض الإشكالات المجتمعاتية، كمنح قرض بدون فائدة لا يتعدى "ألفي" دولار للمقبلين على الزواج والطلبة وبعض الفئات الاجتماعية المعوزة، فإن مثلها لم يتم إدراجها في قانون "البنوك التشاركية"، وتم الاقتصار فقط على العقود ذات الصيغة الربحية، بينما منظومة الصيرفة الإسلامية تتوفر فيها ما يزيد عن 42 منتوج "بديل" للقرض الربوي، ولكن لم يتم اعتمادها من طرف "بنك المغرب".
أضف إلى هذا أن اسم "البنوك التشاركية" ظهر لأول مرة في تركيا سنة 2006، عبر القانون رقم 4389، الذي أصدرته الحكومة التركية لتغيير اسم "البنك الإسلامي" باسم "البنك التشاركي" للبنوك المتواجدة في أرض "أتاتورك"، ومنها بنك البركة، والبنك الكويتي التركي الإسلامي، وتركيا فينونس كاتيليم، و"بنك آسيا الإسلامي"، لتكون تركيا أول بلد في العالم يغير اسم "البنك الإسلامي" بـ"البنك التشاركي"، لأسباب متعددة ومختلفة، وليكون المغرب ثاني بلد في العالم يسير على نهج تركيا في عالم الصيرفة الإسلامية، إذ يعتبره العديد من المختصين في هذا الميدان "استنسخ" تجربة تركيا، بينما الدول الأوربية العلمانية احتفظت بالاسم نفسه، لتسمية مؤسساتها وبنوكها الإسلامية المتواجدة على أراضيها، خاصة التجربة البريطانية عبر "البنك الإسلامي البريطاني" "البنك الإسلامي للاستثمار"....
البنوك المُرَخَّصة
التمعن في البنوك التي أُعطيت لها التراخيص لبدء معاملاتها المالية، وفق مبادئ معينة في فقه المعاملات، سيجد عاملين مشتركين يزكيان ما قلناه سابقا، أولهما أن هذه البنوك كلها ربوية 100% (القرض العقاري والسياحي، البنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا، البنك الشعبي والقرض الفلاحي للمغرب)، بينما العامل الثاني هو البنوك أو المؤسسات المالية "الإسلامية" التي ستدخل شريكا مع البنوك المغربية. هنا يَكمن الخلل، أولا لم تعط معطيات مدققة حول القيمة التي ستدخل بها هذه البنوك مع البنوك المغربية، وهو ما يرجح فرضية هيمنة البنوك المغربية على الرأسمال والأرباح، مستغلة بذلك أسماء هذه البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، رغم أنها أصلا لا تعتبر من المؤسسات المالية الإسلامية الكبيرة في عالم الصيرفة الإسلامية العالمية، فمثلا "بنك قطر الدولي الإسلامي" يحتل الرتبة 31 عالميا ضمن قائمة 190 بنكا إسلاميا عالميا، والرتبة 1285 عالميا في قائمة البنوك العالمية، والرتبة السابعة وطنيا، حسب آخر التصنيفات العالمية لمؤسسات التصنيف العالمي سنة 2016. الشيء نفسه بالنسبة لمجموعة "البركة" التي يمتلكها "الشيخ صالح كامل"؛ بينما المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص المنتمية للبنك الإسلامي للتنمية مؤسسة وليس بنك، يرتكز عملها على تقوية القطاع الخاص في بعض الدول بشكل محدود جدا، ولكن قوتها أنها تعتبر من المؤسسات الرسمية في إعداد التقارير الدولية الخاصة بعالم الصيرفة الإسلامية العالمية معروفة باسمICD . أما مؤسسة "غايندس" فهي مؤسسة وشركة عقارية.
خلاصة القول إن كل هذه المؤسسات المغربية والخليجية هدفها الأول والأخير هو "الربح"، وستكون المستفيد الأكبر في حال نجاح التجربة المغربية.
لجنة شرعية للمالية التشاركية داخل "بنك المغرب"
ما يعزز ما ذكرناه سالفا كذلك هو المتعلق بـ"هيئة شرعية" لمراقبة كل المعاملات المالية والتجارية والبنكية للمؤسسات "المالية الإسلامية"، إذ تعتبر هذه الهيئة الوحيدة التي تضمن للزبون أن معاملاته تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية في فقه المعاملات. ولكن هذه الهيئة، وحسب ما هو متعارف عليه في تنظيم الصيرفة الإسلامية في العالم، خاصة مؤسسة "هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية" المعروفة بـ"أيوفي"، والمتواجدة في البحرين، و"مجلس الخدمات المالية الإسلامية" المتواجد في ماليزيا، وضعا شرطا أساسيا لا بد منه لتحمل أي مؤسسة مالية أو بنكية اسم "بنك إسلامي" أو "مؤسسة مالية إسلامية"، هو تواجد ثلاثة علماء في الشريعة والاقتصاد الحديث على الأقل في كل مؤسسة بنكية أو مالية إسلامية، ما يعني أن هذه "البنوك التشاركية المغربية" هي التي يجب أن تتوفر فيها هذه اللجنة وليس فقط في "بنك المغرب".
خلاصة القول إن التجربة المغربية ممكن أن تكون من التجارب الرائدة عالميا، في حالة ما إذا تم احترام المعايير الدولية التي تسير قطاع الصيرفة الإسلامية، خاصة المعايير الخمسة عشر لـ"مجلس الخدمات المالية الإسلامية"، ومعايير التدقيق الشرعي لـ"هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية"، وكذلك المعايير الدولية، المتمثلة في معايير "بازل 2" و"بازل 3".
ربما سيكون المغرب قطبا ماليا للصيرفة الإسلامية، وإذا حدث العكس، فإنه سيكون من الدول العديدة التي ساهمت في "تشويه" منظومة الصيرفة الإسلامية المبنية على العدالة الاجتماعية، والمساهمة في ازدهار المجتمع من خلال الخدمات والمنتوجات المالية التي تتيحها لزبنائها، سواء من الأشخاص والمؤسسات والشركات، وحتى مؤسسات الدولة التي ستستفيد بشكل كبير من تمويل هذه البنوك للمشاريع الكبيرة التي هي في طور الإعداد والإنجاز؛ بينما المواطن العادي ربما لن يستفيد الشيء الكثير من هذه المؤسسات، لاعتبارات متعددة، أولها غياب "ثقافة" مفهوم الصيرفة الإسلامية بمختلف قطاعاته، وتكريس مفهوم واحد لدى شريحة واسعة وكبيرة من المواطنين.
إن البنك الإسلامي يعطي قرضا ويُرَدُّ له المبلغ نفسه، وهو مفهوم خاطئ 100%، اللهم إذا إستثنينا عقد "القرض الحسن" المحدود. بالإضافة إلى هذا، فإن المؤسسات المغربية الرسمية لم تقم بما يجب عليها القيام به لتبسيط عمل "البنوك الإسلامية" من خلال القنوات الرسمية ومنابر الإعلام الوطنية، وكذلك التركيز على الندوات في مختلف ربوع المملكة لإنجاح هذه التجربة الفتية.

*باحث في نمو وتوسع البنوك الصيرفة الإسلامية بأوربا

Universidad Autónoma de Madrid

Fouad.uam@gmail.com

مزارع لتربية

http://www.mazari3.net/

الخميس، 5 يناير 2017

عشريني يغتصب ثلاثة أشقاء يعانون إعاقات ذهنية لقرابة عقد من الزمن بضواحي الخميسات

تفجرت، خلال الأيام القليلة الماضية، فضيحة مدوية بعد شيوع خبر اغتصاب عشريني لثلاثة أشقاء يعانون من تخلف عقلي وإعاقة ذهنية يقطنون جميعا بدوار آيت زباير أيت بوشليفن بجماعة المعازيز القروية، بعدما تقدم الضحايا الثلاثة، صباح الثاني والعشرين من دجنبر الماضي، نحو المركز الترابي للدرك، لوضع شكاية في مواجهة أحد جيرانهم اتهموه بتعريضهم للاغتصاب لما يزيد عن عقد من الزمن، بعدما كشفت خالتهم الجريمة بسبب الأوجاع التي عانى منها أصغرهم في مؤخرته.
مصادر «الأخبار بريس» كشفت أن عناصر الدرك وفور استماعها إلى إفادات الضحايا الثلاثة، وهم في التاسعة عشرة والثانية والعشرين والرابعة والعشرين من العمر، أصغرهم أدخل المركز الاستشفائي الإقليمي بالخميسات جراء إصابته بمرض غامض في مؤخرته لم تشر الشهادات الطبية المسلمة له إلى تشخيص نوعيته بالرغم من انتقاله نحو مستشفى ابن سينا بالرباط، انتقلت (عناصر الدرك) على عجل صوب مقر سكنى المتهم من أجل إلقاء القبض عليه بتعليمات من النيابة العامة المختصة، غير أنه فطن لقدومهم واستغل صعوبة تضاريس المنطقة وفر من قبضتهم نحو وجهة مجهولة حيث حررت في حقه مذكرة بحث إلى حين إيقافه.

أخبار اليوم