الثلاثاء، 17 يناير 2017

"الفردوس الأوروبي" يغري مهاجرين أفارقة أكثر من "هدايا الملك"

"الفردوس الأوروبي" يغري مهاجرين أفارقة أكثر من "هدايا الملك"
أحبطت سلطات مدينة مليلية المحتلة موجة اقتحام جماعية جديدة في الساعات الأولى من صباح أمس، بعد ما حاول ما يناهز 300 مهاجر ينتمون لبلدان جنوب الصحراء تجاوز السياج الحديدي الذي يفصل الثغر المحتل عن المملكة، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية.
وكشفت المصادر ذاتها عن تمكن عناصر الحرس المدني الإسباني، بمعية السلطات المغربية، من إيقاف المهاجرين الأفارقة ومنعهم جميعا من دخول المدينة، بفضل الاجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها بتنسيق بين الطرفين على ضوء محاولات الاقتحام السابقة.
وأظهرت المحاولة الجديدة استمرار أزمة النزوح الجماعي للمهاجرين المنتمين لإفريقيا جنوب الصحراء، بالرغم من إجراءات تسوية الإقامة الجديدة التي طبقتها المملكة، القاضية بتمديد مدة صلاحية بطاقات الإقامة الخاصة بالمهاجرين المقيمين بالمغرب إلى 3 سنوات، بدلا من سنة واحدة حاليا.
عبد الواحد أكمير، خبير في قضايا الهجرة، فسر استمرار موجات الهجرة نحو الشمال بالأفكار التي تسود ذهنية المهاجرين المنحدرين من جنوب القارة الإفريقية، الذين "ينظرون إلى بلدان الشمال، خاصة أوروبا، مثل الفردوس الموعود؛ ففي أذهانهم الوضعية هناك أفضل بكثير من المغرب أو أي بلد جنوبي آخر مهما كانت جودة الأوضاع الاجتماعية به"، وفق قوله.
وأوضح أكمير، في تصريح لهسبريس، أنه مهما عمل المغرب على تسوية الأوضاع القانونية والاجتماعية لهؤلاء المهاجرين، فإن ذلك لن يثنيهم عن الهجرة وتحقيق أحلامهم بالعيش في أوروبا، مضيفا أن العديد منهم يستغل المعبر البري عبر ثغري سبتة ومليلية لكونه الأقرب والأسهل في ظل صعوبة عبور البحر المتوسطي عبر مضيق جبل طارق، فضلا عن انتفاء شرط إعادة المهاجرين في المدينتين المذكورتين.
وضمن تفسيره للوضع القائم، نبه المتحدث إلى كون مسألة تسوية الأوضاع لا تهم جميع المهاجرين الأفارقة الموجودين بالمملكة، بل "تفرض شروطا محددة، في مقدمتها قضاء خمس سنوات في المغرب أو العمل بشكل قانوني وفق عقد، الأمر الذي لا يتوفر في العديد منهم ممن قدموا مؤخرا إلى المغرب ولا يعيشون إلا على التسول وامتهان حرف صغيرة"، يقول أكمير، الذي توقع استمرار الموجات حتى مع دخول الإجراءات المذكورة حيز التنفيذ.
وختم الخبير في قضايا الهجرة كلامه بالإشارة إلى ما اعتبرها "وضعية فريدة ثلاثية الأبعاد" يعيشها المغرب، لكونه يجمع بين وضع بلد استقبال للمهاجرين الأفارقة، وبلد عبور لهم، وبلد تصدير لأبنائه إلى الخارج حيث يعيش أزيد من 4 ملايين ونصف المليون مغربي، على حد تعبيره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أخبار اليوم