
السبت 04 غشت 2018 - 02:00
أعربت مجموعة من الفعاليات الوازنة بالمشهد السياسي المغربي، في ندوة "سؤال الانتقال الديمقراطي بالمغرب"، التي نظمتها شبيبة حزب العدالة والتنمية مساء أمس الجمعة بالدار البيضاء، عن كون المغرب قطع أشواطا وراكم إصلاحات أساسية مهمة، وأنه وقعت، مقابل ذلك، تراجعات في الفترة الأخيرة، أعادت الحديث عن "الانتقال الديمقراطي" إلى الواجهة.
كريم التاج، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أكد أنه "بعد الإصلاحات التي راكمها المغرب منذ التناوب التوافقي، وتحقيق إنجازات غير مسبوقة مع اعتلاء الملك محمد السادس العرش، ستعرف البلاد مرحلة انحباس منذ 2007 إلى عشية دستور 2011".
وأشار القيادي في "حزب الكتاب" إلى أن "مغرب العدالة الانتقالية والأوراش الكبرى المهيكلة، ومغرب دستور 2011، كان من المفروض أن يكون، اليوم، يواجه تحديات كبرى، وحصّن نفسه من كل التراجعات التي نعيشها وعشناها في الفترة الأخيرة".
وأكد التاج أن القوى السياسية لم تتمكن من تحصين ما اكتسب. وأضاف "كان هناك سعي لضبط المسار والتحكم فيه منذ العمليات الإرهابية التي عرفها المغرب، ثم بعدها حكاية الجمعية التي تحولت إلى حزب يتبنى مرجعيات انفتاح وحداثة، لكنه يفشل في ترجمة ذلك على الواقع من خلال اعتماده على النخب التقليدية نفسها، وفشله في استقطاب النخب الجديدة الموعود بها".
وتابع التاج، وهو ينتقد حزب الأصالة والمعاصرة دون ذكره بالاسم، أن "الأخطر من ذلك أن النخب القديمة التي توغلت في هذا المشروع عادت بهذه الأجيال إلى المظاهر نفسها، التي أدت إلى اليأس والابتعاد عن الممارسة السياسية، حيث هناك ممارسات بعيدة كل البعد".
وعاد كريم التاج، الذي دافع عن مشاركة "حزبه الشيوعي" في حكومة يقودها "الإسلاميون"، ليؤكد أن قوى الإصلاح لم تستطع استغلال ما جرى في المحيط الإقليمي لفائدة الإصلاح، "إذ كان هناك توجه أكبر نحو استعمال المناورة والدفع بالإصلاح إلى أن يكون أبعد وأبعد، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن بها تحصين البناء الديمقراطي"، بتعبيره.
"المغرب في حاجة إلى نَفَس ديمقراطي جديد ينطلق من الوعي بأن لا إصلاح ديمقراطيا دون إصلاح اجتماعي حقيقي، وقوى الإصلاح مساءلة بقوة، وعليها التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فالمسار انطلق واعدا ومشجعا، لكن الانتكاسات والتراجعات تتوالى، وعلينا أن نكون يقظين لإنقاذ ذلك، وهذا الأمر يسائل القوى الموجودة في موقع القرار أكثر من غيرها، وعلى رأسها حزبي العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية"، يضيف كريم التاج.
القيادي بحزب العدالة والتنمية، عبد العالي حامي الدين، الذي حظي باستقبال كبير من طرف أعضاء شبيبة حزبه، خاصة بعد القضية المثارة ضده، والمعروفة إعلاميا بـ"قضية آيت الجيد"، أكد أن "المغرب راكم إيجابيات وسلبيات، وبالتالي فله تاريخ في هذا المجال"، إلا أنه أسهب في الحديث عن وضعية "البيجيدي"، مشددا على أنه "يمر من مرحلة حرجة وصعبة".
وأوضح المستشار البرلماني مخاطبا شبيبة التنظيم: "أنتم تمثلون حقيقة الأمل في خروج الحزب من عنق الزجاجة". وعرّج على ما تعرض له "العدالة والتنمية" بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، التي وصفها بـ"الضربة القوية". موردا أنه "تم تحريف نتائج العملية الانتخابية بعد الانقلاب عليها، وتم تدبير ذلك بطريقة سياسية فيها الكثير من الدسائس، كانت نتيجتها إعفاء بنكيران".
وأوضح رئيس منتدى الكرامة أن "الإعفاء ليس مسألة بسيطة"، مؤكدا أن المرحلة تقتضي عودة عبد الإله بنكيران لممارسة دوره في التأطير السياسي ولا مجال للتراجع، مما جعل أعضاء الشبيبة يرفعون شعار "الشعب يريد عودة بنكيران".
بدوره، عبر عادل بنحمزة، القيادي في حزب الاستقلال، عن أسفه لاستمرار النقاش في مسألة الانتقال الديمقراطي، حيث قال في مداخلته: "أنا حزين لأننا ما زلنا نناقش سؤال الانتقال الديمقراطي في المغرب منذ أزيد من 21 سنة".
وأوضح أن "مسلسل الانتقال الديمقراطي الذي بدأ سنة 1997 فشل، ومن واجب جميع القوى الحية في الوطن أن تتوحد من جديد وتفتح مسارا جديدا لبناء الديمقراطية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق